اخر تحديث
الخميس-31/10/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
في وداع الراحلين
\ عامان على رحيله : فارس يترجل !! الأخ عبد الغني يونسو - أبو سامر الجسر
عامان على رحيله : فارس يترجل !! الأخ عبد الغني يونسو - أبو سامر الجسر
16.05.2017
يحيى حاج يحيى
أُعزي أمْ أُعزّى ؟ لسـت أدري لقد كان المصابُ به أليما
أتى الناعي ،فقلتُ :جرحت قلبي فإنك قد نعيت أخاً كريما
يحيى حاج يحيى
لاأستطيع أن أقول : إن خبر وفاة أخي وصديقي ورفيق دربي عبد الغني يونسو فاجأني فحسب ، ولكن شلّ يدي ولساني ، فلم أعد أدري ماذا آقول ؟ وماذا أكتب ؟ ومن أعزي ! وأنا المعزى به !؟
من أين أبدأياأباسامر ؟ أأبدأ من لجوئي إليك في بداما ، وقد اشتد الطلب بعد أحداث آذار ١٩٨٠ في جسر الشغور ، ولسان حالي يقول :
وقال كلُّ خليل كنتُ آملُه - لا أُلهينّك ، إني عنك مشغول ُ !؟
ولكنك لم تقل إني عنك مشغول ، بل أرسلت الأخ تركي أبو حمزة ليحملني إلى منزلك في بداما ، وأنت تُعرّض نفسك وزوجتك وأولادك وبيتك للخطر ، وأي خطر !؟
وألقى في هذا البيت الكريم الإكرام والعناية ، والتكتم على وجودي ، وكانت زوجته - رحمها الله - على قدر المسؤولية والمخاطرة !؟
أم أبدأ من رسالتك وقد عزمت على ترك المنزل والوظيفة بعد أن غادرتك بأسابيع ، لتخبرني أن الواجب يقتضينا جمع الشباب وقد كثر العدد ، وهم بحاجة إلى من يرشدهم ، ويسدد حماسهم ، لنبدأمع الأخوين الشهيدين صالح حسناوي و محمد ديرك ، مرحلة جديدة من المواجهة مع السلطة الباطنية المجرمة ، بعد أن اتخذ الإخوان قراراً بدخول المعركة ، وأن على الأخ ألّا يسلم نفسه مهما كانت الظروف ! وكان بالنسبة لنا في جسر الشغور وريفها ميثاقاً غليظاً ، صاغه الأخ صالح بمقولة وفّى بها جميع من حضر : نموت في الجبل ، ولانسلم أنفسنا ونحن أحياء !!
أم من رحلتنا التي امتدت قريباً من سنتين ، ونحن ننتقل من قرية إلى أخرى ، ومن جبل إلى جبل ، نتفقد الإخوة في قواعدهم ، ونمر على الأنصار نجدد العزيمة فيهم ، وأن المعركة مستمرة مع هؤلاء الطواغيت ، وكنت أصلب عوداً ، وأشد تمرساً ، حتى إنك لتقسم أن تحمل متاعي ، وتداوي الجروح والخدوش في قدمي ، ثم تصنع حلوى تعرف أني أحبها تطييباً لخاطري !
أم في إصرارك على عدم الخروج وقد كثر الشهداء فيمن كانوا معنا ، وتضاعف عدد المعتقلين والمعتقلات ، حتى تأتيك فتوى شرعية ممن تثق به من علماء حلب ، وإجابة عسكرية من الضابط الذي كنا نثق برأيه ودينه ومعرفته بالظروف التي نمر بها آنذاك ، ولم يبق في حوزتنا مع مجموعات أخرى سوى أقل القليل من الذخيرة !؟
أم من حسك الأمني الدقيق ، وقد نجاني الله من الاعتقال على يد شبيحة ذلك الوقت من أراذل البعثيين المسعورين الذي كانوا حميراًللحكم الطائفي الأرعن ، فأخرجتني من المكان ، وصدق حدسك فإذ بهم ككلاب الصيد يقتفون الأثر ، ولكنك خيّبت أملهم ، فعادوا لاهثين !؟
أم من افتراقنا بعد الخروج ، وقد خيّرنا الأخ العزيز أبو الطاهر بين البقاء مع الأخوة العاملين ، وبين أن نسافر للعمل في إحدى الدول التي تحتاج إلى مدرسين ، فكان البقاء مع إخواننا أحب إلينا ، فبقيت على الحدود مع مافي ذلك الوقت من مخاطرة تستقبل الأسر ، وتنسق مع إخوة الداخل ، ومضيتُ إلى أستاذنا محمد الحسناوي للعمل في الإعلام ، ولم ينقطع التواصل بيننا !!
وقد طوحت بنا الأيام بعد ذلك ننتظر ساعة الخلاص التي كنا نرقبها فإذا هي تطل مع آذار ٢٠١١ ، فلم تطق البقاء بعيداً ، فعدت إلى سابق عهدك ، ووظفت خبرتك ! ولكن من خاصموك لأمر شخصي لم يستطيعوا التغلب على نفوسهم ، وهكذا الحال في كل دعوة وحركة صادقة ، يلاقي الصادقون فيها تهميشاً وإقصاءً !؟ فتحاملت على الألم ، وأنت تعلم أن العمل للإسلام يتجاوز الجماعات ، وأن الجهاد لا يحتاج لمن يأذن به ، وقد هبت رياح التغيير ، فكان لا بد من النفير ، تصديقاً لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم : إذا استُنفرتم فانفروا ، وأذن الله آن تتحرر بداما ، فعدت لتبني و وتعلي البناء مع الصادقين المخلصين ، وقد وافتك المنية ، وأنت في خضم العمل لبلدك وأبناء بلدك ، ولتضمك الأرض التي فارقتها مرغماً منذ ثلاثين عاماً !!
فسلام عليك أيها الأخ الحبيب ، أسأل الله أن يغفر لك ويرحمك ، ويعلي مقامك في جنات النعيم !!